عبد الله مكي يكتب: إلى شباب التيار الإسلامي… (كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة)

رسائل وبرقيات

  • لقد انتصر شباب التيار الإسلامي في (معركة بدر الكبرى) بالأمس 17 رمضان 1442 هـ الموافق 29 أبريل 2021 م. المعركة التي كانت رحاها تدور في خمس جبهات (الساحة الخضراء – خارج الساحة الخضراء– الحدائق شرق المطار وغرب جامعة العلوم الطبية والتكنلوجية(مامون حميدة) – جنوب منتزه الرياض – وشارع عبيد ختم بين تقاطع مستشفى مكة وتقاطع المشتل).
  •      (لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة)، هجمة إعلامية من الداخل وتآمر من الخارج (وعلى رأسهم اسرائيل وأمريكا وأوروبا)، ومكر من الإقليم من حولنا (ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر، عليهم دائرة السوء والله سميع عليم) سورة التوبة (الآية 98). وكيد من مخابرات (الدنيا والعالمين)، وجميعهم متفقون على ألا تقوم للتيار الإسلامي أي قائمة أو صولة أو جولة أو حتى دولة، وذلك عبر السفراء والعملاء بالداخل. يقول الشاعر أحمد مطر في ديوانه (لافتات) :

                   تفقأ العزة عين المستحيل

                    تصنع العزة للنملة دولة

              ويعبث النمل في دولة إنسان ذليل

  • كان الترتيب لإفطار رمضاني عادي، امتداداً لإفطار الرابع من رمضان، والذي قام بطريقة عفوية وعبر مجموعات الواتساب، مع اختيار لرمزية اليوم عند الإسلاميين.
  • لكن (حكومة الكضبن والصهينة) – كما يقول الشاعر حميد – جعلت منه تجمعاً لخلايا إرهابية ومظلة لإنقلاب عسكري متوهم (يحسبون كل صيحة عليهم، هم العدو فاحذرهم)، وقاموا بإعلام كذب حول اعتقالات و(فض الإفطار) على وزن (فض الإعتصام)، وأنه لن يقوم نشاط آخر للإسلاميين.
  • الإسلاميون من طرفهم حددوا إفطاراً آخر يُصادف ذكرى معركة بدر الكبرى في 17 رمضان. الذين حضروا لهذا الإفطار كان حضورهم لسببين.
  • السبب الأول: تحدي المنظومة العلمانية اليسارية المستبدة المتسلطة (ذات الأقلية في الكم الإنتخابي على مدى تاريخ الإنتخابات في السودان من لدن انتخابات 1953 وحتى انتخابات 1986)، وذات الأقلية في الكيف (الكفاءات) والتي تؤول إلى الصفر (انظروا ماذا حدث للمرافق التعليمية والصحية والخدمية في الفترة التي حكموا فيها). 
  • السبب الثاني: (وفيه نوع من المثالية)، كثير من الإسلاميين كانوا ينوون تقييم التيار الإسلامي من حيث الكم والتفاعل والحماس والرؤى والخطط ونوعية الخطاب، ومدى تطور الشعارات وحتى الأناشيد والهتافات.
  • لكن أبت (حكومة الكضبن والصهينة) – ولا أدري أقصد الشاعر حميد بعبارة (الصهينة: المعنى السوداني الدارج (ما شغال بالناس) أم يقصد المعنى  البعيد الإرتباط بالكيان الصهيوني(تطبيعاً، واختراقاً للأجواء السودانية، والسيادة الوطنية بزيارة ميدانية لمنظوماتنا وصناعاتنا الدفاعية).
  • أبت هذه الحكومة إلا أن تجعل منها معركة ومع الإفطار والصلاة، ولا أدري لماذا تذكرت ما كان يدور من جدال ونقاش قبل غزوة بدر الكبرى قبل أكثر من 1400 عام. والذي وثقته سورة الأنفال (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون* يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون* وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين* ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون*). سورة الأنفال (الآيات 5 – 8)
  • كنّا نريده إفطاراً للقاء الأخوة والتذاكر والتفاكر والتقييم والتقويم ومراجعة المسير وتحديد الوجهة والمصير، ولكنهم أبوا إلا أن يجعلوه مواجهة بين شباب التيار الإسلامي من جهة، والسلطة القائمة القاتمة القاحطة بكل أدواتها القمعية  من من جهة أخرى.
  •      (ورفعنا لك ذكرك) كثيرون اعتقدوا أن التيار الإسلامي مات وذبل وذهب إلى متحف الأحداث وأصبح ضرباً من الماضي (حتى الإسلاميون أنفسهم) (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا جاءهم نصرنا فنُجّي من نشاء ولا يُرد بأسنا عن القوم المجرمين) سورة يوسف (الآية 110).
  • أراد الله بهذا الحدث أن يكون التيار الإسلامي حاضراً بقوة، وتصوير الحدث ونقله عبرالقنوات مباشراً فضح الحكومة التي تدعي (الحرية) والدفاع عن حقوق الإنسان ، والإلتزام بالمواثيق (من الوثيقة الدستورية وحتى مواثيق الأمم المتحدة)، فالمعتقلات والسجون المليئة لا يسمح للكاميرات بالدخول والتصوير، لكن ما حدث بالأمس فضحهم على الملأ (وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله في خيراً كثيراً).
  • سؤال : أين منظمات المجتمع المدني المحلية والعالمية والمدافعة عن حقوق الإنسان وحرية التعبير والتظاهر أم ذهبت مع ذهاب الإنقاذ، أين عبارات الشجب والإدانة والتهديد والوعيد بالحصار وقطع المعونات وإصدار القرارات ضد هذه الدولة المنتهكة لحقوق وكرامة الإنسان.
  • لماذا لا يزال التيار الإسلامي هو الوحيد القادر على مخاطبة الجماهير – رغم بعده من السلطة وآلياتها – وإقامة مناشطه في الهواء الطلق رغم ما يتعرضون له من قمع وتنكيل (مؤتمر قرطبة) إفطارات الساحة الخضراء، إفطارات الشهداء بمدينة عطبرة وغيرها.
  • لماذا لم تستطع الدولة الحالية ورئيس وزرائها أن يقيم لقاءاً واحداً – ولو في حوش كبير – لماذا يلتقي أحزاب الحرية والتغيير ومؤيديه – إن وُجدوا –  في غرف الفنادق، أم هي ما تعودوا عليه (من معارضة الفنادق إلى حكومة الفنادق).
  • لا يظنن أحد أن مناشط  التيار الإسلامي القصد منها إرجاع عقارب الساعة للوراء، ولا العودة لحكم البشير (ولو طالبت به الجماهير والتي اكتوت بالغلاء وصفوف العيش والوقود وعدم توفر الدواء والغذاء، وتدهور الخدمات الصحية، وتعطل العملية التعليمية وانهيار الوضع الإقتصادي بأكمله)، ولا العودة لحكم المؤتمر الوطني.
  • الرسالة هي أن هذا السودان يسع الجميع، والتيار الإسلامي قدم تجربته بخيرها وشرها وإنجازاتها واخفاقاتها، والآن نشهد تجربة اليسار العريض بكل أطيافه الصفرية (نسبة للأصفار التي يحصلوا عليها في أي انتخابات).
  • فليكن المرجع في حكم السودان هو هذا الشعب والذي نثق فيه وفي خياراته، وهذه الشورى والديمقراطية وحكم الشعب تقرها كل مدارس الدنيا (ولو إدعاءاً) إلا من أبى؟ قالوا ومن يأبى؟ قال: من لا يثق في الشعب أنه سيمنحه ولو دائرة انتخابية واحدة.
  • ولتكن الحرية (شعارالثورة الأول) هي الديدن الذي نسير عليه، وتكون مستوطنة في دساتيرنا وقوانيننا ومواثيقنا، فلا إكراه في الدين، ولا إكراه في الدنيا، ولا إكراه في السياسة ولا إكراه في الإقتصاد ولا إكراه في القبيلة ولا الطريقة ولا الفريق الرياضي، ولا إكراه في الزواج ولا في الطلاق ولا أدنى من ذلك ولا أكبر (قد تبين الرشد من الغي).

رسائل من داخل الإفطار

  • كان الحضور كبيراً عدداً ومعنى، وشكل فيه الشباب حوالي 90% ، ومن كل الفئات (أطباء – مهندسين – محامين – معلمين – موظفين – ومختلف التخصصات).
  • هل سمعتم بحكومة يهودية أو مسيحية ضربت أناساً يؤدون شعائر الله صياماً في رمضان، وصلاة بعدها. هل فعل الإسرائيليون هذه الفعلة مع الفلسطينيين، إن كانت الإجابة بنعم فهؤلاء على درب بني صهيون سائرون، أما إن كانت الإجابة بلا، فهم سباقون في فعل السوء والفحشاء والمنكر.
  • عجبت لضبط النفس العالي لأناس أعرفهم تماماً في مناطق العمليات (سائق دبابة، حامل آر .بي . جي/ حامل رشاش قرنوف وديكتريوف، وB10  و SPG9 وقناصة وحملة جيم3 وكلاشنكوف وقرنيت وغيرها، وخبرة عالية لعشرات المعارك والكمائن في جنوب السودان، وهم بزيهم المدني المميز والقيافة وتعلوهم ابتسامة عريضة ولعلهم ضمخوا أنوفهم بعبير ذلك المكان ليذكرهم ويعيدهم لذلك الزمان، وكما كتب الشهيد عبد القادر علي قصيدته الرائعة (على خطى الشهيد) :

بالأمس فارقني الرفاق …فارقوا أرض النفاق

يمموا صوب المعالي …يمموا أرض اللحاق

                    ****

    فيطرب الزمان … ويرقص المكان

    ونمتطي رصاصة نغيب في الوجود

نعانق الشهيد في جنة الخلود على خطى الشهيد

  • كانت هناك مشاركة نوعية للأسر حيث جاء بعض الشباب بزوجاتهم وأطفالهم، وكانت هناك مشاركة نوعية لشابات التيار الإسلامي، حيث شاركن في إعداد الإفطار، وفي (توزيع الخل) المضاد للغاز المسيل للدموع(البنبان)، وكذلك في الهتاف والتصدي للمعتدين، وكن في الصفوف الأمامية، وصمدن صمود الأبطال وكن بحق (أخوات نسيبة). (فاستجاب لهم ربهم أنّي لا أُضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى، بعضكم من بعض. فالذين هاجروا وأُخرجوا من ديارهم وأُوذوا في سبيلي وقاتلوا وقُتلوا لأُكفرنّ عنه سيائتهم ولأُدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله . والله عنده حُسن الثواب) سورة آل عمران (الآية 195).
  • حدث الأمس فجَر طاقات إبداعية في مجالات مختلفة، خاصة في مجال الكتابة والشعر والمساجلات ، وكان من أفضل ما قرأت قصيدة الشهيد علي عبد الفتاح ونشرها الأخ صالح مكي في صفحته على فيسبوك، ومنها :

      أيها الرعديد زد في القصف ودون وتمادى

أنت قد دونتنا حتى مغيب الشمس هل لك من زيادة ؟

          قسماً نغلظه إن زدت زدناك عنادا

قسماً أغلظ لا نبرحها إلا بعز النصر أو نصر الشهادة 

  • ومن أجمل المقالات ما كتبه المهندس طه البشير الكباشي في صفحته على فيسبوك، وأجمل مقطع في المقال هو المقطع الأخير :

(مرحباً بالتيار الإسلامي الحر وبسبيكته التي بدأ انصهار عناصرها في التشكل من جديد).

الرسالة قبل الأخيرة إلى كل المعتقلين في سجون النظام

أخي أنت حر وراء السدود  أخي أنت حر بتلك القيود

إذا كنت بالله مستعصماً       فماذا يضيرك كيد العبيد

                           ****

أخي ستبيد جيوش الظلام    ويشرق في الكون فجر جديد

فأطلق لروحك إشراقها        ترى الفجر يرمقنا من بعيد

                          ****

أخي إنني ما سئمت الكفاح     ولا أنا ألقيت عني السلاح

وإن طوقتني جيوش الظلام      فإني على ثقة بالصبح

                           ****

أخي فامضي لا تلتفت للوراء    طريقك قد خضبته الدماء

ولا تلتفت هاهنا أو هناك           ولا تتطلع لغير السماء

                          ****

سأثأر لكن لرب ودين        وأمضي على سنتي في يقين

فإما إلى النصر فوق الأنام   وإمـا إلـى الله في الخـــالدين

                          ****

رسالة أخيرة إلى شباب التيار الإسلامي

(كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة).

Related posts